بحث

التربية الأسرية

منهج حياة

التربية الأسرية

تعتني بالقيم

التربية الأسرية

انتماء وولاء

التربية الأسرية

ابداع وجمال

التربية الأسرية

فخر واعتزاز

السبت، 25 يناير 2014

الصفحة الرئيسية





 

معاييـر جـودة الأصالة والمعاصرة للتدريس

 


                 إعــداد


أ.د. محمود كامل حسن الناقة


أستاذ المناهج والتدريس بجامعة عين شمس


ورئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس

 

يمثل التدريس عنصراً مهماً ورئيسا من عناصر المنهج المدرسي، كما أنه يعتبر مكوناً أساسياً من مكونات بناء هذا المنهج، فإذا كانت مكونات المنهج هي الأهداف، والمحتوى الأكاديمي والنشاطي والتدريس والتقويم والتطوير فإنا نجد أن التدريس هو واسطة العقد لهذه المكونات، ونقطة الوسط التي ننطلق منها لتحقيق الأهداف وفى ضوئها يتحدد شكل التقويم ووسائله وأساليبه وغاياته.

فإذا نظرنا لعنصر التدريس في علاقته ببقية عناصر المنهج فإننا نجد ما يلي:


أولا: أن التدريس هو وسيلتنا لتحقيق أهداف المنهج، وأداتنا لمساعدة المتعلمين على اكتساب ما يهدف المنهج إلى أن يكتسبه الطلاب من جوانب التعلم المتمثلة فيما نسميه بجوانب الخبرة.

ثانيا: أن التدريس هو وسيلتنا أيضا لتنظيم محتوى المنهج وتيسيره وتبسيطه بالشكل الذي يجعله قابلاً للتدريس وأيضاً قابلاً للتعلم من المتعلمين، وفى هذا السياق نقول إن المحتوى والتدريس وجهان لعملية واحدة، فالتدريس بطرقه وفنياته واستراتيجياته يحدد المحتوى، كما أن المحتوى يحدد شكل التدريس وطرقه وفنياته ومن ثم فلا محتوى للمنهج دون تدريس، ولا جدوى من المحتوى في تحقيق أهداف التعلم دون تدريس.

ثالثا: أن التدريس يتشكل بالأهداف التعليمية وفى ذات الوقت لا تتحقق تلك الأهداف إلا به، كما أنه يتشكل بالمحتوى وفى ذات الوقت يعيد تشكيل المحتوى ويعمل على تحقيقه للأهداف التعليمية، أي أن التدريس في علاقة تشابك تأثيراً وتأثراً بكل من الأهداف والمحتوى، أي أنه في غيبة التدريس تظل الأهداف ويظل المحتوى مادة خاما لا يمكن الإفادة منها، ويظل هذان العنصران مجرد تصور افتراضي لا يتحققان على أرض الواقع التعليمي إلا بالتدريس، ولا يتحولان إلى صورة إجرائية إلا به.


رابعاً: أن التدريس في سعيه لتحقيق الأهداف التربوية من خلال المحتوى لابد أن يوضع في الاعتبار عند قياس مخرجات العملية التعليمية حيث يدخل التدريس عاملاً مهما في تحديد شكل التقويم وأساليبه، فلا يمكن قياس مخرجات هذه العملية إلا في ضوء المداخل التدريسية والطرق والأساليب والفنيات التي استخدمت لإحداث هذه المخرجات، ولذلك نقرر أن تقويم العملية التعليمية يتأثر وبشكل كبير بعمليات التدريس.

خامساً: أنه عندما يكشف التقويم عن الحاجة إلى التطوير فإن ما يكشف عن صلاحية ما طور هو التجريب، أي تجريب المنهج المطور ، والتجريب يعتمد اعتماداً كبيراً على التدريس، فتدريس المنهج المطور هو الذي يكشف لنا عن مدى جودة هذا التطوير وقابليته للتعميم .

معنى كل هذا أن التدريس هو أداتنا – ربما تكون الوحيدة- لتنفيذ المنهج، أي لو نظرنا إلى المنهج في ضوء المدخل المنظومي لوجدنا أن أهدافه ومحتواه تمثل مدخلات الموقف التعليمي ، ولوجدنا أن التدريس هو العمليات التي تؤدى إلى المخرجات وهو التعلم، وبدون هذه العمليات التدريسية يفقد المنهج وظيفته، وتتوقف العملية التعليمية فكأن التدريس هو قلب العملية التعليمية، فإذا أصاب هذا القلب قصور أو ضعف فقدت العملية التعليمية حيويتها ووظائفها وأصبحت غير مثمرة.

من كل ذلك تبرز أهمية عنصر التدريس كمكون من مكونات المنهج التعليمي، وكأداة لتنفيذ هذا المنهج، ويصبح السعي نحو توفير شروط الجودة ومعاييرها ومواصفاتها في التدريس أمرًا يحتل المكانة الأولى في التعليم، لأن توافر هذه الشروط والمعايير والمواصفات في التدريس هو توافر لها في ذات الوقت في كل العملية التعليمية، وهو الضمان الأكيد لنجاح عملية التعليم والتعلم أي نجاح المنهج المدرسي في تحقيق أهداف التعلم.

يترتب على ما سبق تساؤل يقول : إذا كان التدريس هو أداتنا لتنفيذ المنهج، والعمليات التي تشكل جل الموقف التعليمي وتجريه وتجعله موقف تفاعل واحتكاك ومعايشة وممارسة وتوجيه وتيسير، إذن فمن الذي ينفذ التدريس ويقوم به ويفعله؟

نعتقد أن إجابة هذا السؤال أمر يدهى تقول : المعلم ، من هنا نستطيع أن نقول بداهة أن حديثنا على التدريس هو حديث في ذات الوقت عن المعلم، حيث نقول إن المعلم هو التدريس، فالمعلم دون معرفة وممارسة لمداخل التدريس وطرقه وأساليبه وفنياته واستراتيجياته يصبح شخصاً متعلما وليس معلما، فإذا اكتسب هذا الشخص التدريس بكل مكوناته ومقوماته أصبح معلما، من هنا فالفصل بين التدريس كمعرفة والتدريس كعمليات متمثلة في المعلم فصل غير منطقي وغير مقبول – ومن ثم فالحديث عن معايير جودة التدريس ليس إلا حديثا عن جودة الأداء التدريسي.

ولذلك حفل تراثنا التربوي بالحديث عن إعداد المعلم، وما إعداد المعلم إلا إعداد للتدريس، وأن جودة أي عملية تعليمية منوطة بجودة إعداد المعلم، ولذلك يقال إن كفاءة أي مؤسسة تعليمية، وجودة ما تقدمه من تعليم وما تنتجه للمتعلمين فيها من فرص التعلـم، وما تحققه من مستوى تعليمي لخريجيها إنما يقاس بكفاءة أعضاء هيئة التدريس، وهى كفاءة لا تقاس فقط بما لديهم من علم ومعرفة في تخصصهم، وبما يمتلكونه من حقائق هذه العلم ومفاهيمه ونظرياته وإنما تقاس في نفس الوقت وعلى نفس المستوى من الأهمية بكفاءة تدريسهم وبما يمتلكونه من مداخل وطرق وأساليب وفنيات واستراتيجيات ووسائل تدريسية . ولذلك يقول فرتويل Frettwell التربوي المعروف "إنه إذا أعطى للمسئولين عن تطوير التعليم اليوم مجالاً واحداً فقط كي يولونه جل اهتمامهم فإنهم سيختارون تطوير القدرات التدريسية لأعضاء هيئة التدريس" ذلك أنه لا يمكن أن تتحدث عن المدرس دون أن تتكلم عن كيف يقوم بالتدريس بنفس القدر الذي نتكلم به عما يدرسه، ولذلك شاع القول بأن عنصر المنهج المسمى بالتدريس هو ذاته (المعلم) كما سبق أن اشرنا .
 
 
 
 

الثلاثاء، 14 يناير 2014

القيم في التربية الاسرية


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More